المساهمات : 721 تاريخ التسجيل : 19/11/2011 الموقع : Chlef
موضوع: الأجسام المعدلة وراثيا الأربعاء فبراير 15, 2012 11:26 pm
الأجسام المعدلة وراثيا
مفهومها – مخاطرها – تقنينها
ما معنى الأجسام المعدلة وراثيا ؟
الأجسام المعدلة وراثيا (أو جينياLes organes génétiquement modifiés (OGM) ) هي كل جسم تم تغيير جيناته بطريقة لم تتم عبر التكاثر أو التوليف الطبيعي. فمن خلال تقنيات حديثة للهندسة الوراثية أو للبيوتكنولوجيا العصرية يتم نقل جينات منتقاة من جسم معين إلى جسم آخر من نفس النوع أو من وغلى أجسام من أنواع مختلفة. يتعلق الأمر إذن بتقنيات للهندسة الوراثية تسمح بنقل جينات تحمل خصائص جديدة إلى المخزون الوراثي لجسم معين. والجينات المدخلة يمكن أن يكون مصدرها فيروسات أو بكتيريا أو فطريات أو نبات أو حيوان. إن الهندسة الوراثية يمكنها على هذا الأساس تغيير أو حذف أو إدخال بعض الخصائص على الجسم. وهذا التعديل الجيني أو الوراثي يمكنه أن يحدث وظائف جديدة في الجسم (على سبيل المثال جينات مصدرها بكتيريا يمكنها أن تعطي لمزروعات معينة حماية ضد نباتات طفيلية) أو يعطل وظائف موجودة فيه (كما في حالة الطماطم ذات النضج المتأخر حيث يتم إدخال واحد من جينات الطماطم لعدم تنشيط الجين الموجود مسبقا).
الأجسام المعدلة وراثيا والمنتجات المحصلة من الأجسام المعدلة وراثيا يجب التمييز بين الأجسام المعدلة وراثيا والمنتجات المحصلة من الأجسام المعدلة وراثيا. فالأجسام المعدلة وراثيا هي أجسام أو جزء من أجسام بمثابة كائنات حية نشطة بيولوجيا وقادرة على نقل آل ADN إلى أجسام أخرى وقادرة أيضا على الانتشار في البيئة. أما المفتوحات المحصلة من الأجسام المعدلة وراثيا دون أن تحتوي عليها فهي منتجات محولة عن طريق التصنيع كالدقيق أو الزيت أو هي أنزيمات Enzymes منتجة عن طريق بكتيريا أو خميرة معدلة وراثيا.
ما هي التطبيقات الممكنة للأجسام المعدلة وراثيا في المجال الزراعي؟
إن تغيير ألج ينوم عن طريق الهندسة الوراثية يسمح بالحيلولة دون بعض الصعاب المرتبطة بطرق الانتقاء التقليدية المستعملة لتحسين المزروعات. فالطرق التقليدية في هذا المجال تعد محدودة من زاوية عدم التواقات الجنسية ومدة دورات التناسل وكذا الطابع الاحتمالي للنتائج وعدم الاستقرار المحتمل للتغيرات في الأعقاب والفروع. فهذه الطرق وكذا طرق ألبي وتكنولوجيا غير الهندسة الوراثية تؤدي إلى تغيرات وراثية احتمالية لا يمكن تحديدها وتقييمها بشكل دقيق. وهكذا فتغيير النباتات عن طريق الهندسة الوراثية التي تغير ألج ينوم بطريقة دقيقة تهدف إلى تقليص آجال الحصول على النتائج كما تهدف إلى إحداث خصائص جديدة تماما لا يمكن الحصول عليها بطريق أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنيات تبقى مكملة لطرق الانتقاء التقليدية ولا تعوضها.
ما هي الأهداف المرجوة من المزروعات المعدلة وراثيا ؟ من بين الأهداف العديدة المرجوة من استعمال تقنيات الهندسة الوراثية والتعديل الجني في المجال الزراعي يمكن ذكر: تحسين الخصائص الزراعية: قد يتعلق الأمر بمقاومة فيروسات أو البكتيريا أو الفطريات أو الحشرات الضارة، أو بالقدرة على استيعاب الآزوتي وبالتالي تقليص كميات المواد الكيماوية والتقليص بالتالي من كلفة الإنتاج. تسهيل إنتاج البذور الهجين. تحسين إمكانيات تصبر الفواكه مما يمكن أيضا من قطف اغلل في وقت مبكر مع احترام المقتضيات المتعلقة بالنقل والتوزيع. تحسين القيمة الغذائية للأغذية. إنتاج تركيبات للاستعمال في مجال الأدوية.
الجدل بخصوص الأجسام المعدلة وراثيا:
تثيرالأجسام المعدلة وراثيا جدلاً واسعًا سواء في الأوساط العلمية أو على مستوى الأشخاص العاديين، خاصة بعد بدء تطبيق تلك التقنية بشكل واسع في المحاصيل الزراعية، وما زال أمامنا الكثير من الوقت حتى يمكن للأبحاث أن تحسم هذا الجدل.. وفي إطار الجدل المحتدم حول الأغذية المهندسة وراثيا ومدى ضررها أو نفعها للإنسان والبيئة، أعلنت مؤخرا الأكاديمية الأمريكية الدولية للعلوم اعتزامها إصدار تقرير تدين فيه وزارة الزراعة الأمريكية USDA، وتتهمها فيه بتبني قواعد غير واضحة في الهندسة الوراثية تفتقد إلى الدليل العلمي.. خاصة فيما يتعلق بمخاطر البيئة غير المعلومة من جراء استخدام الطعام المعدل وراثيا، وفيما يتعلق بجزئية مقاومة النبات للحشرات التي تبدو سطحية للغاية. بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حين اتهمتها بإخفاء أسرار عديدة عن تعمد. وقد علقت جمعية "السلام الأخضر" بقولها: إن الولايات المتحدة تهتم بالتقنية الحيوية Biotechnologie أكثر من اهتمامها بالبيئة والصحة العامة.
وكان الجدل قد اشتعل من جديد بعد أن أشارت إحصائيات عام 2000 إلى أن نسبة الأمراض المتعلقة بالطعام قد زادت من 2 إلى 10 أضعاف بالمقارنة بما قبل 1994، وهي السنة التي انطلق فيها استخدام الأطعمة المعدلة وراثيا في أمريكا على مصراعيه؛ فقد تم رصد 250 مرضًا نهاية العام 2000، وفي كل مرة يكون السبب مجهولاً. أما الأعراض فهي عادة ما تكون الإسهال والقيء.. ويتبعها أعراض أخرى أكثر خطورة مثل: تسمم الدم، الإجهاض، دم البول، العدوى، ثم الموت، أو حدوث اضطرابات مزمنة في القلب، والجهاز العصبي أو الجهاز الهضمي.
76 مليون حالة سنويًا من جراء الأمراض المتعلقة بالطعام تسجل في أمريكا كل عام، منها 14 مليون حالة معروفة المصدر والباقي سببه مجهول. قبل عام 1994 كانت الأعداد تتراوح بين 6 إلى 33 مليون حالة مرضية كل عام، وفي دراسة مقارنة سويدية أوضحت أن السويد وأمريكا كانتا متماثلتين في الأرقام في عام 1994، إلا أن الفجوة بدأت تتسع، وزادت الأرقام الأمريكية عشرة أضعاف عن السويد التي لم تحذُ نفس الحذو في مجال الهندسة الوراثية.
ويحذر المختصون من أن هذه الإحصائيات قد تشير إلى احتمالية تواجد فيروسات وبكتيريا طورت حديثا من جراء ظهور جينات جديدة غير معلوم عواقبها في المحاصيل المعدلة وراثيًا نتجت عن اتحاد الجينات في اللعبة الوراثية.
تعرف التقنية الحيويةBIOTECHعلى أنها استخدام وسائل الصناعات الحديثة كالتقنيات والآلات في مجال العلوم البيولوجية. أما الهندسة الوراثية التي تُعد إحدى تطبيقات BIOTECH فهي تشير إلى دخول نوع من معالجة جينات الـ ADN للكائن؛ فينشأ عن ذلك ظهور جينات جديدة لم تكن لتظهر في الطبيعة لولا تدخل الإنسان. عملية نقل الجينات قد تحدث بين النوع الواحد، أو بين الأنواع المختلفة، أو حتى بين الكائنات المختلفة؛ مثل نقل جين من الحيوان إلى النبات. ويشير الطعام المهندس وراثياً إلى أي منتج به مكونات من أي كائن آخر طور وراثيا.