تأثير المواد الكيميائية على التنسيق الوظيفي العصبي
كاتب الموضوع
رسالة
kherroubi Admin
المساهمات : 721 تاريخ التسجيل : 19/11/2011 الموقع : Chlef
موضوع: تأثير المواد الكيميائية على التنسيق الوظيفي العصبي الخميس يناير 12, 2012 3:53 pm
تأثير المواد الكيميائية على التنسيق الوظيفي العصبي
الأسمدة و المضافات الغذائية والأدوية ومواد التنظيف والوقود وما إلى هنالك من مواد كيميائية تنجم عنها مخاطر جسيمة في حالة استخدامها غير الآمن على صحة الإنسان والبيئة معا. ـ فما هي طرق دخول المواد الكيميائية إلى الجسم؟ ـ وما هي أشكال التأثيرات الصحية ؟ ـ هل يجب تصنيف وتعريف وعنونة المواد الخطرة منها حتى يكون استخدامها آمن ؟ لقد أصبحت المواد الكيميائية جزءا من حياتنا , تدعم العديد من الأنشطة , فهي ضرورية لغذائنا « الأسمدة , المضافات الغذائية » .ولصحتنا « الأدوية ومواد التنظيف » ولراحتنا « الوقود .. » إلا أن هذه المواد قد تعرض صحتنا للخطر وتلوث بيئتنا في حال عدم استخدامها بالشكل الملائم . يستخدم حوالي مائة ألف مادة كيميائية على نطاق عالمي , ويدخل إلى الأسواق كل عام حوالي ألف مادة كيميائية جديدة، إذ أصبح إنتاج واستخدام المواد الكيميائية من العوامل الأساسية في التطور الاقتصادي لجميع الدول النامية و المتطورة . إن زيادة الإنتاج تعني زيادة في عمليات التخزين والنقل و التداول والاستخدام والتخلص من النفايات ودورة الحياة الكاملة هذه للمادة الكيميائية يفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى تقييم أخطارها وفوائدها . ولا تقتصر مخاطر المواد الكيميائية على العمال الذين تتطلب مهنتهم التعامل مع هذه المواد فقد نكون نحن معرضين للأخطار الكيميائية في منازلنا عبر سوء الاستخدام أو بشكل عرضي أو نتيجة لتلوث البيئة بها إذ أن المواد الكيميائية قد تلوث الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والطعام الذي نتناوله . ويمكن القول انه لا توجد مادة آمنة , فجميع المواد الكيميائية قد تكون سامة وقادرة على إحداث أذية أو تأثير غير مرغوب على صحة الفرد و بدرجات مختلفة ويرتبط ذلك بخصائص المادة الكيميائية وجرعة التعرض وطريقة دخول المادة إلى الجسم ومقاومة الشخص وتأثيرات المواد الكيميائية الأخرى عند التعرض المشترك لها ، وهذه العوامل مجتمعة يمكن أن تؤثر على فعالية سمية المادة ، الا انه يمكن التوصل إلى مستوى التعرض الآمن للمادة الكيميائية عبر اتخاذ إجراءات السيطرة الملائمة في بيئة العمل ما يجنب حدوث تأثيرات سلبية للمادة في حدود هذا المستوى أو دونه . طرق دخول المواد الكيميائية إلى الجسم الطريق التنفسي : تدخل المواد المحمولة في الهواء إلى الجسم بالطريق التنفسي وتشمل المواد المستنشقة وهي الغازات الأبخرة , الرذاذ , الأدخنة والغبار ، ويتم امتصاص الملوثات الكيميائية في جميع أقسام الطرق التنفسية بما فيها الأغشية المخاطية للأنف ويتوقف ذلك على الخواص الفيزيائية و الكيميائية للملوث الكيميائي وعلى البنية الفيزيولوجية للجهاز التنفسي . الطريق الجلدي : على الرغم من أن الجلد يعمل كحاجز لأغلب المواد المتواجدة بشكل طبيعي إلا أن الكثير من المواد المنحلة في الدهون تستطيع اختراق خلايا ظهارة الجلد المغطاة بالمفرزات الدهنية والوصول إلى الادمة وبذلك تشكل بعض المواد الكيميائية الصناعية كالمذيبات خطرا على الصحة بسبب الامتصاص الجلدي وخاصة في حال وجود الجروح والخدوش أو جفاف الجلد. الطريق الهضمي: يتم التسمم المهني عن الطريق الهضمي بتناول الطعام أو الشراب أو التدخين بأيدي ملوثة بمواد كيميائية اثناء العمل أو لدى الابتلاع الخاطئ كما في الحوادث ، وأخيرا الانتقال عبر مشيمة المرأة الحامل إلى الجنين . أشكال التأثيرات تعتمد التأثيرات المؤذية للمواد الكيميائية على سميتها وكذلك التعرض اذ يعتمد مستوى التعرض على طريقة استخدام وتركيز المادة الكيميائية و فترة التماس معه. التأثيرات الحادة والمزمنة : اذ تظهر التأثيرات الحادة مباشرة أو بعد فترة قصيرة جدا من التعرض للمادة الكيميائية بعد دخولها إلى الجسم بتركيز عالي نسبيا دفعة واحدة أو عدة دفعات كبيرة خلال فترة قصيرة ، أما التأثيرات المزمنة فتظهر نتيجة التعرض المتكرر إلى تركيز منخفض من المواد السامة ولفترة طويلة من الزمن وهو غالبا مهني المنشأ . التأثيرات الموضعية والجهازية : وتنجم التأثيرات الموضعية عن استجابات فيزيولوجية في موقع التماس(الطرق التنفسية الجلد , العين , الأغشية المخاطية ) ،أما التأثيرات الجهازية فهي تأثيرات معممة تؤدي إلى حدوث تغيرات في الوظائف الطبيعية لأجهزة الجسم المختلفة . الأعضاء والأجهزة المستهدفة : إن درجة التأثير السمي للمادة لا تكون واحدة لدى جميع الأعضاء اذ يتأثر عضو أو اثنان أكثر من غيرهما لذا فهي تسمى بالأعضاء أو الأجهزة المستهدفة لسمية مادة معينة فالجهاز العصبي المركز يغالبا ما يكون مستهدفا في التأثيرات الجهازية للمواد الكيميائية،تليه أجهزة دوران الدم والكبد والكلى والرئة والجلد ، وأما العضلات والعظام فهي الأعضاء المستهدفة لقليل من المواد ، بينما تكون أجهزة التكاثر الذكرية والأنثوية حساسة للعديد من المواد . التداخلات : إن تأثير التعرض المتزامن لاثنين أو أكثر من المواد يمكن أن يختلف عن تأثير جميع بسيط كأن يكون التأثير المشترك للمواد اكبر من مجموع التأثيرات المستقلة لها أو يمكن لإحدى المادتين أن تبطل تأثير الأخرى أو يمكن للمادة في بعض الأحيان إلا تسبب أذية بحد ذاتها لكنها تجعل تأثيرات المادة الأخرى أسهل.
تأثير المواد الكيميائية على التنسيق الوظيفي العصبي