المساهمات : 721 تاريخ التسجيل : 19/11/2011 الموقع : Chlef
موضوع: نشأة وتطور الفن الإسلامي الأحد سبتمبر 23, 2012 10:52 pm
نشأة وتطور الفن الإسلامي:
كلنا يعرف انه لم يكن للعرب قبل الإسلام حظ يذكر بالنسبة للفنون التشكيلية اللهم في جنوب شبه الجزيرة العربية حيث قامت فنون تشكيلية ناضجة في اليمن على ان السبب في عدم اقبال العرب على الفنون التشكيلية انما يرجع الى طبيعة شبه الجزيرة الصحراوية التي لا تساعد على قيام عمائر او صناعات فنية ولا حتى حرف يدوية بسيطة ثم حياة البدو غير مستقرة فهم في تنقل مستمر ولكن ليس معنى هذا ان العرب كانوا لا يهتمون بالفنون الاخرى فقد بلغوا في ميدان الشعر والأدب والخطابة درجة عالية من الإبداع وعلى هذا وذاك نستطيع القول في ثقة ان الفن الاسلامي اخذ قوامه الروحي من شبه الجزيرة العربية اما قوامه المادي فقد تم صياغته في اماكن اخرى كان للفنون فيها قوة وحياة وكانت الدعوة الى الاسلام قد اخذت طريقها الى انحاء المعمورة فدخل الناس في دين الله افواجاً وانتشر الإسلام في فترة وجيزه انتشاراً لم يسبق له مثيل في تاريخ دين من الاديان الأخرى وقد توالت الفتوحات الإسلامية التي امتدت من الهند شرقاً الى الاندلس (اسبانيا) غرباً وبذلك اخذ الفن الوليد الذي صاغ قوامه المادي من فنون الدول التي خضعت للفتوحات الاسلامية اسمه من الدافع الاول والعامل السياسي في خلقه ووجوده ألا وهو الاسلام فقيل الفن الاسلامي وعلى الرغم من معرفة العالم بنشأة الفن الاسلامي فإن كثيراً من علماء التاريخ في الفنون من الاوروبيين يطلقون عليه الفن الشرقي والآخر الفن العربي لقد قام الفن الإسلامي على اسس من الفن الفارسي ومؤثرات بين الفنين الصيني والهندي وليس هذا أننا ننكر دور الفاتح أو الحاكم العربي أو نقلل من شأنه في عملية تكوين الفن الإسلامي بل ولا نكون مبالغين اذا قلنا ان نصيب العربي في عملية إبداع الفن الإسلامي هو بمثابة حجر الزاوية في كيانه
العمارة الإسلامية:
هي الخصائص البنائية التي استعملها المسلمون لتكون هوية لهم، وقد نشأت تلك العمارة بفضل الإسلام وذلك في المناطق التي وصلها كشبه الجزيرة العربية وال شام والمغرب العربي وتركيا ومصر وإيران وغيرها بالإضافة إلى المناطق التي حكمها لمدد طويلة مثل الأندلس (أسبانيا حاليا) والهند. وتأثرت خصائص العمارة الإسلامية وصفاتها بشكل كبير بالدين الإسلامي والنهضة العلمية التي تبعته. وتختلف من منطقة لأخرى تبعا للطقس وللإرث المعماري والحضاري السابق في المنطقة, حيث ينتشر الصحن المفتوح في الشام والعراق والجزيرة العربية بينما اختفى في تركيا نتيجة للجو البارد وفي اليمن بسبب الإرث المعماري. وكذلك نرى تطور الشكل والوظيفة عبر الزمن وبتغير الظروف السياسية والمعيشية والثقافية للسكان.
_ صدر الإسلام عند بداية ظهور الإسلام خصص النبي محمد صًلى الله عليه وسلم مبنا خاصا للتعبد هو المسجد، وانتشرت المساجد في عهد النبي حتى شملت كل أجزاء الجزيرة العربية، وازداد انتشارها بفضل الفتوحات الإسلامية، وكانت العمارة مستمدة من فنون العمارة في العصر الجاهلي.
_ العهد الأموي اتخذ بنو أمية مدينة دمشق عاصمة للعالم الإسلامي، ودمجوا ما لديهم من فنون العصر الجاهلي في الجزيرة العربية مع فنون البناء للغساسنة فكثيرا ما يختلف في نسبة المباني إما للأمويين أو للغساسنة، وكانت آثار الغساسنة بدورها متأثرة بالعمارة البيزنطية والساسانية, فالطراز الأموي يمثل مرحلة انتقالية من الفنون المسيحية في الشرق الأدنى إلى الطراز العباسي.[1].
_ العهد العباسي من العمارة في هذا العصر نجد مسجد سامراء من أكثر المباني المميزة في هذا العصر له منارة كبيرة التي تعلوه وتشبه بشكل كبير الزيجورات الأشورية. بدأ أيضا في هذا العصر النظر إلى تخطيط المدينة بشكل عام بدلا من النظر لكل مبنى على حدا, وفي مدينة بغداد خير مثال على هذا, فنجد انها خططت تخطيطا دائريا حتى سميت بالمدينة المدورة وتحتوي على أربعة مداخل منها باب خرسان وباب البصرة وباب الكوفة.
قبة جامع السلطان سليم في أدرنة, تركيا. جاء أحمد بن طولون إلى مصر في عام 254 هـ وعين واليا على مصر من قبل العباسيين عام 259 هـ وقام بنقل عمارة العباسيين في العراق إلى مصر فهو الجامع الذي سمي باسمه والذي يعد فريدا من نوعه بمأذنته الشهيرة وله سلم خارجي أيضا أما الثالث والرابع فهما قمة المئذنة وبهما فتحات مستطيلة الشكل. أما تخطيط المسجد فهو يميل إلى ال الاستطالة ويحتوي على الصحن التقليدي وغن كان أضيف له ميضة في المنتصف تخدم المصلين. وعلى جوانب الصحن توجد أروقة للصلاة مسقفة ويحتوي جانب القبلة على العدد الأكبر منها والعقود في هذا المسجد من الداخل من العقود المدببة المحمولة على بدنات الأعمدة أو أكتاف مستطيلة المقطع. وكان السقف عبارة عن كمرات خشبية مشغولة بالزخارف والآيات القرآنية.
الزخرفــــة:
تشمل الأعمال الزخرفية على مجموعة من القواعدوالأسس التي تخدم الغاية في التزيين والتجميل ، ومنح المعمار فنيته وجماليته ودلالاته..بحيث نستطيع ان نفهم آليات عمل الفنان في مجال الزخرفة . ونتوصل إلى دلالات وخصوصيات هذا البناء أو ذلك . 1ـ التوازن : وهو بمعناه الشامل يعبر عن التكوين الفني المتكامل عن طريق حسن توزيع العناصر ، والوحدات ، والألوان ، وتناسق علاقاتها ببعضها ، وبالفراغات المحيطة بها ، ويعتبر التوازن قاعدة أساسية لابد من توفرها في كل تكوين زخرفي او عمل فني تزييني .. واستخدام التوازن في الزخرفة يشمل جميع المساحات والسطوح من اشرطة إطارات وحشوات 2 ـ التناظر أو التماثل :الذي ينظم بعض التكوينات الزخرفية بحيث ينطبق أحد نصفيها على الآخر وذلك بواسطة مستقيم يدعى ( محور التناظر )...والتناظر نوعان : * التناظر النصفي : ويظم العناصر التي يكمل نصفيها الآخر في اتجاه متقابل . * التناظر الكلي : وفيه يكتمل التكوين من عنصرين متشابهين تماما في اتجاه متقابل او متعاكس 3 ـ التشعب : ويتجلى في الزخارف النباتية أساسا ، وهو نوعان : *التشعب من نقطة واحدة : وفيه تنبثق الوحدة الزخرفية من نقطة إلى الخارج * التشعب من خط : وفيه تتفرع الأشكال والوحدات الزخرفية من خطوط مستقيمة أو منحنية من جانب واحد أو من جانبين وتمتد ، ويبدو هذا النوع من التشعب في زخرفة الأشرطة والإطارات .4 ـ التكرار : ويتم عبر تكرار عنصر او وحدة زخرفية على نحو متواصل ، وهذا يعطي التكوين الزخرفي في جمالية بديعة ، وهو على انواع ومنها : _ التكرار العادي : وفيه تتكرر الوحدات الزخرفية في وضع ثابت متناوب متتالي .
_ التكرار المتعاكس : وفيه تتجاور الوحدات الزخرفية ، في اوضاع متعاكسة ، في الأتجاه والوضع . _ التكرار المتبادل : وهو استخدام وحدتين زخرفيتين مختلفتين في تجاور وتعاقب 5 ـ التناسب : وهو عنصر على غاية من الضرورة لجمالية التكوين وذلك عبر التناسب بين العناصر وأجزاءها وهو يعتمد على الذوق الشخصي للفنان او الذي يطلب من الفنان ذلك . 6 ـ التشابك : وهو أحد مميزات الزخرفة العربية الأسلامية عبر تداخل الأشكال الهندسية أو تزهير وتوريق الوحدات النباتية وهو على نوعين : * التفاف وتشابك حلزوني بسيط يضم أوراقا وأزهارا متتابعة على ساق ملتوي . * التفاف وتشابك متعاكس وذلك عبر التفاف ساقين من النبات على شكل متعاكس تتخلله الأوراق والأزهار